إنطلقت إلى المطار مسرعة فالطائرة علي وشك الإنطلاق ولم أصل بعد
ما إن وصلت إلى المطار أسرعت لأتأكد هل إنطلقت الطائرة
لأجد أنها ستتأخر نصف ساعة عن موعدها، قررت الذهاب للمقهى لأشتري
شيئاً لأكسر به الجوع قبل السفر.. إشتريت بسكويت وجلست في قاعة الإنتظار.
بدأت أقرآ كتاب كان معي وأكل من علبة البسكويت التي كانت بجانبي
إلتفت فوجدت رجلاً يأكل من علبة البسكويت التي أكل منه
قلت في نفسي لربما أعجبه البسكويت وأراد أن يتذوقه
لكنني إندهشت لأنني كلما مددت يدي لأكل من البسكويت كان يمد يده ليأكل منه
دون إستئذان أو شكر حتى.. كظمت غيظي وتماسكت ولم أتكلم معه
وإستمر الحال هكذا حتى بقي في علبة البسكويت قطعة واحدة.. إنتظرت
قام بمد يده وأخذ القطعة المتبقية وقسمها إلى نصفين وأعطاني نصف
وأخذ النصف الآخر.. يا للبرودة حتى القطعة الأخيرة لم يرد أن يحرم نفسه منها.
ركبت الطائرة وجلست أفكر فيما حدث وفي هذا الرجل الوقح
وتصرفاته الغريبة وجرآته اللامتناهية
وممدت يدي لحقيبتي لأخرج كتاب لأقرأه ولكنني تفاجآت.. علبة البسكويت
التي إشتريتها كانت لاتزال في حقيبتي وما كنت أكله كان بسكويت الرجل
الذي كان بجانبي.. أكلت معه البسكويت دون إستئذان أو شكر
ولم يوجه لي ولا كلمة بل حتى أنه إقتسم معي القطعة الأخيرة.
أردت أن أعتذر منه ولكن يا للآسف الطائرة إنطلقت.....
الحكمة : لايجب أن نتسرع في إصدار أحكامنا على الآخرين
لأننا قد لا نجد الفرصة للإعتذار منهم
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء